هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  المواضيعالمواضيع  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 موت برائحة البنفسج"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mr designer
المنسق العام
Mr designer


عدد المساهمات : 324
نقاط : 5808
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
الموقع : مطرح ما ضيع الئرد ابنو

موت برائحة البنفسج" Empty
مُساهمةموضوع: موت برائحة البنفسج"   موت برائحة البنفسج" Empty03.10.20 0:33

موت برائحة البنفسج"
أنا لم أنجح يوما في الانصهار في هذا المجتمع في الذوبان فيه في الاندماج به ولا حتى في التأقلم ولا الانسياق معه ربما للكيمياء رأيها ههنا أو ربما الفيزياء أو الطب أو الفلك أو أو ... وإن أوحت لكم ابتساماتي وضحكاتي المستمرة عكس ذلك لا تبالو لهذا القناع كثيرا ... ما يهم أنني على هذا الحال منذ التاسعة وربما قبل لكن ذاكرتي المهترئة المشتتة لاتسعفني بالعودة كثيرا الى الوراء
أنا لم أئلف يوما إلا بائعة الحلوى في مدرسة الطفولة تلك التي مدت لي يدها لأطفو على سطح الحياة بعد أن شارفت على الغرق بين جمع الأطفال وهم يتسابقون للحصول على الحلوى لا يبالون إن هم سحقوني في سبيلها , حربي مع هذه الكائنات بدأت منذ نعومة أظافري تلك التي عابوها عليي إن هم أمعنوا النظر في مخالبهم ثم أداروه إليها مرة أخرى. ومع أنني كنت معجبا ببائعة الحلوى العجوز هذه بيد أنها لم تكن حبي الأول فلقد كان قبلها جدي كان عجوزا في ريعان الحياة كان جدي يشع دفئا ما أحس قلبي مثيله يوما قط ، تقول الأساطير أن الحياة قد انتزعت آخر شعرة من رأس جدي في الثلاثين من عمره بعدها استطاع أن يحيا أربعين عاما أخرى شاركته فيها آخر تسعة منها , كانت أجمل أيام حياتي على الإطلاق بعدها مات جدي .
لكن الطيور التي كانت تحط رحالها في بيت عائلتنا القديم ليرمي لها جدي بحبات الذرة في كل صباح كالأب الذي يطعم صغاره الحلوى , ظلت تنزل في أرضنا لأيام قبل أن تيأس من عودته
ومع أن قلبي بقي مقفلا سنين طوال بعد رحيله إلا أنني لم أتوقع أن يفتح بابه على مصراعيه فجأة في أشد سنين الحرب قسوة لطفلة في العشرينيات من عمرها وأقول طفلة ذلك أن الدفء الذي كانت تشعه محبوبتي الجديدة لا يكون لأحد أن يشعه إلا أن يكون عجوزا كجدي أو طفلة صغيرة كتلك التي ما فتئت أشعة نورها تتسلل إلى صحرائي المطلية بسواد الموت طيلة سنين الحرب حتى اذا اخضرت بها ثم أينعت بنفسجاً رحلت هي الأخرى .
وعادت صحرائي إلى سابق عهدها , إلا أن رائحة البنفسج ما برحت تؤرقني إذ هي تتسلل إلى قلبي المنهك من كل شيء وعدت وحيد الخطى في صحرائي أمشي فيها ثملا إلى حيث لا أدري , أترنح يمنة ويسرة , ثم أرتمي أرضاً إن مر فوقي قطيع من الساعين وراء الحلوى مرة أخرى , وتغور بي الرمال إلى باطن الأرض فأشفق عليهم و أحاول أن أرفع يدي لأصرخ و أخبرهم أن جدي قد مات لكن عبثا أحاول , وفي اللحظة التي يشرف فيها وجهي على الغرق اتنفس اخر ما تبقى لي من عطر البنفسج قبل أن تبتلعني الأرض و تخفي ملامح وجهي إلى الأبد .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://archstory.ahlamontada.com
 
موت برائحة البنفسج"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الهندسة المعمارية :: اشارات استفهام ؟-
انتقل الى: