أولا- الطابع المعماري :
هو مجموعة السمات والقيم الجمالية التي يعبر عنها المبنى وتعطيه شخصية مميزة معبرة عن قوميته وكذا شخصية المعماري الذي قام بتصميم هذا البناء .
من هذا التصور لكلمة طابع معماري نجد أن للطابع ثلاثة محاور رئيسيه هي :
الطابع القومي - وهو يتمثل في تحقيق انتماء العمل المعماري للبلد المقام فيه بكل ما يحتويه من قيم حضارية واجتماعية وثقافية واقتصادية .
الطابع الإقليمي – وهو ما يعكس تجاوب البناء مع الإقليم بظروفه الاجتماعية المحلية وكذا ظروفه الطبيعية والمناخية .
الشخصية المعمارية –وهى تتأكد من خلال الأساليب التي ينفرد بها المعماري في معالجة كافة جوانب التصميم المعماري الوظيفي منها والجمالي وكذا الجانب الإنشائي.
وفى الحقيقة لا يعنى تشعب الطابع المعماري إلى ثلاثة محاور أن كلا منهما منفصل عن الآخر ولكن ذلك نوع من الإشارة والتحليل.
فكلمة طابع معماري كلمة واحدة لا تتجزاء .والطابع القومي لا يمكن أن يتحقق دون تأكيد الطابع المحلى .وكلاهما لا يتحققان إلا على يدي معماري له شخصية قوية وكيان مستقل .
وللطابع المعماري بعد زمني أخر مكاني ولابد أن يكون لهما صدى في فن العمارة-البعد الزمني يتمثل في التأثير بالتغيرات المعاصرة للحياة الإنسانية والاجتماعية والثقافية للمجتمع-أما البعد المكاني فيتمثل في الأرض وظروف كل إقليم التي تفرض وجودها على العمل المعماري .
مقومات الشخصية المعمارية الناجحة :
أولا: الابتكار من أهم المقومات التي تبرز الشخصية المعمارية.فصفة الابتكار يجب أن تتوافر بقدر كبير في شخصية المعماري حتى يستطيع أن يضيف الجديد في كل عمل ينتجه .وهذه الإضافات المتجددة تحتاج من المعماري جهدا كبيرا وبعد نظر يجعله يتعامل مع الأبعاد والعلاقات التشكيلية والمادة بصورة الباحث عن الجديد .
ثانيا:المعاصرة مع التزامنا الحضاري بالاهتمام بتراثنا والتعرف علية ودراسته, إلا أن البحث الدائم عن الأسلوب الفني الذي يعبر عن العصر الذي نعيشة شي هام أيضا وله دور في تأكيد الشخصية المعمارية . وبعبارة أخرى يجب أن يكون المعماري عصريا في قلبه وفكرة غير منعزل عن جذوره التاريخية , وان يكون البحث عن صورة معاصرة للعمارة وهو نوعا من تسجيل وجودنا الحضاري بين حلقات التاريخ المتتابعة وأننا اليوم حلقة أخرى غير متتا طبقة مع الماضي ولكنها امتداد له , وندلل على ذلك باختلاف الطابع المعماري للعمارة المصرية القديمة عنه في العمارة القبطية وكذا العمارة الإسلامية في مصر.ويجب أن ننوة بضرورة التلاحم مع العصر بكل إمكانياته التكنولوجية وبكل ما فيه من جديد في الفكر والتطبيق.
ثالثا: الالتزام بقضايا المجتمع والبيئة فلكل مجتمع احتياجاته وعاداته وتقاليده وظروفه الاجتماعية والاقتصادية . وعلى المعماري أدراك كل ذلك وان يلتزم به في كل عمل معماري حتى تكون العمارة انعكاسا حقيقيا للبيئة بكل ظروفها.
ويستطيع المعماري الناجح أن يحقق ذاته في أعماله دون الإخلال بقضيتي الطابع القومي والإقليمي .
فقد استطاع لوكوربوزييه أن يقدم لنا مثلا للالتزام المعماري بالبحث عن طابع قومي وإقليمي مع تـأكيد وجودة كمعماري له شخصيته المتميزة مما جعله أهم معماريي العصر.
ويظهر ذلك في المعالجة المعمارية لمباني المركز الحكومي بشانديجار بالهند .كما ننوه بأعمال مكسو يل فراى بأفريقيا (مباني معهد التربية بنيجريا) وكذلك مبنى السفارة الأمريكية ببغداد للمعماري سيرت.
فقد كان سبيلهم جميعا الانتماء للبيئة وتفهم خصائص وظروف المجتمع مما أعطى نتائج ممتازة لعمارة معاصرة لها طابعها المميز.
فى النهاية تبرز حقيقة هامة وهى ان العمل التشكيلي الناجح يرتبط إلى حد كبير بشخصية المعماري واحساسة الفني .فكلما نضج فكرة وزادت إمكانياته في الابتكار والبحث كلما زاد عطاؤه المتجدد والمتميز .
المصدر
http://www.egypteng.com/res/arch4a.asp