هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالرئيسية  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  المواضيعالمواضيع  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 دراسة محور الصالحية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mr designer
المنسق العام
Mr designer


عدد المساهمات : 324
نقاط : 5818
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 04/03/2011
الموقع : مطرح ما ضيع الئرد ابنو

دراسة محور الصالحية Empty
مُساهمةموضوع: دراسة محور الصالحية   دراسة محور الصالحية Empty25.03.12 15:24

بوابة الصالحية .
تقع محلة بوابة الصالحية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في مدخلها الشمالي الغربي ، وتبعد عن قلب العاصمة ـ ساحة المرجة ـ حوالي 1 كيلومتر فقط .


الاســـم: 01_Map of Damascus 1922.JPG المشاهدات: 242 الحجـــم: 205.6 كيلوبايت
كانت هذه المحلة بالماضي تسمى باب الصالحية .. لأنها المنفذ الى قرية الصالحية بسفح جبل قاسيون .. وهي همزة الوصل بين صالحية الشام .. وبين دمشق القديمة ، و ما زال أهل الشام حتى يومنا هذا يحتفظون بهذا الاسم .. ( بوابة الصالحية ) .


أول المشيدات التي أقيمت في محلة بوابة الصالحية خارج أسوار مدينة دمشق القديمة :

المشفى العسكري ( الخستاخانة الميرية العثمانية )

الاســـم: 02_Damas Photo 1920_Nizar Alkak.JPG المشاهدات: 232 الحجـــم: 151.0 كيلوبايت

الصورة من ألبوم الدكتور نزار حسيب القاق .

وأستطيع القول أن خستاخانة الشام هذه من أول المشيدات الحكومية ( الميرية العثمانية ) التي تواجدت حسب الترتيب الجغرافي لمحلة بوابة الصالحية ....وليس التزامن التاريخي لها .

يمتد بنائها الضخم من بداية زاوية ( بوابة الصالحية ) الى بداية طريق الجبهة خانة ( الجبخانة ) والذي تحول اسمه فيما بعد الى شارع ( المجلس النيابي ) . ويظهر بالصورة الجوية الملتقطة من احدى طائرات سلاح جو جيش الشرق الفرنسي عام 1920 ، المبنى الضخم للمشفى والذي شُـيد عام 1865 للميلاد .

وتبدو البوابة الرئيسية للمبنى والمطلة على طريق الصالحية ، وتتوسط الأجنحة والتي حوت في ذاك الزمان على ثلاث مستويات للإقامة فيها .

فالمستوى الأول في الطوابق العلوية خصص لضباط الجيش العثماني ذوي الرتب العالية ، و كذلك من علية القوم و البشاوات ووجهاء دمشق ذوي السلطة والجاه العثماني ، فهي عبارة عن غرفة ( قبلية غربية ) كبيرة بسرير واحد تطل على جنينة الخستخانة وبساتين الخستاخانة نفسها متمتعة بالهواء العليل و النظيف القادم من منطقة كيوان و خانق الربوة .

أما المستوى الثاني فهو عبارة عن غرفة بسريرين ، وقد خصصت الى الضباط الصغار وكانت تطل على طريق الصالحية و بساتين الكركة و بساتين بندق بهوائها النظيف أيضاً .

أما المستوى الثالث بالطابق الأرضي ، وكان يدعى بذاك الوقت ( القاعة ) وبحسب لفظ أهل الشام من العوام يدعونها ( الآعة ) وتحتوي القاعات على مجموعة أسرة خصصت للجنود الصغار وضباط صف الجيش العثماني . وكذلك من عوام الناس لعدم وجود مشفى بدمشق يقدم الخدمات الطبية والجراحة بذاك العصر سوى البيمارستان النوري .

ويتوسط الجميع حديقة كبيرة في وسط المشفى وفيها بحرات مائية ومنتزهات و مسجد ، علاوة عن المطبخ و خدمات التمريض ومركز العطارة ( الصيدلية ) والحمامات التي أقيمت بالقرب من طريق الجبخانة .

الاســـم: 03_Damas Photo 1920_Emad.JPG المشاهدات: 224 الحجـــم: 161.6 كيلوبايت

الصورة من ألبوم الدكتور نزار القاق .

وذكرت بعض المصادر التاريخية أنها شُـيدت في عام 1282 للهجرة الموافق 1865 للميلاد ، وقد أشرف على تصميمها و بنائها المهندس المعمار .. الإسباني الأصل و الدمشقي الهوى ( الباشا : فرناندو دي أرنادا ـ Frnando De Aranda ) ، الذي نفذ الكثير من المباني الجميلة ذات الطراز الأوروبي في مدينة دمشق .

و قد نوه الدكتور قتيبة الشهابي بوجود إختلاف في الرأي حول تاريخ البناء في عام 1865 و الذي يوافق ولاية الوالي العثماني على الشام ( أسعد مخلص باشا ) أيام سلطنة السلطان العثماني ( عبد العزيز خان بن السلطان محمود الثاني ).

و حول تاريخ البناء : ذكر أستاذي الدكتور ( صفوح الخير) في كتابه ( مدينة دمشق ) صفحة 204 أن المشفى شُـيد في التاريخ الوارد أعلاه .

وكذلك ذكر أستاذنا الكبير ( محمد بشير زهدي ) في دمشق و تاريخها العمراني و المعماري أن الصالحية كانت بلدة منعزلة عن مدينة دمشق القديمة ، ظهرت المباني على طرفي طريق امتد من الصالحية إلى مدينة دمشق القديمة ، وذلك بعد ظهور أحياء سكنية صغيرة حول أضرحة ( شهداء ) في حي عرف باسمهم (حي الشهداء) والجدير بالذكر أن أول مبنى أنشئ خارج بوابة الصالحية كان (مبنى المستشفى العسكري) الذي يعود إلى عام 1865 للميلاد .... حل محله مبنى سينما الحمراء والمباني المجاورة وصولا الى بوابة الصالحية .

و أكد المهندس ( نزيه كواكبي ) رحمه الله في بحثه المنشور ضمن كتاب ( دمشق دراسات تاريخية و أثرية ) من مطبوعات المديرية العامة للآثار والمتاحف صفحة 195 ، أن المشفى شُـيد في عام 1865 للميلاد ، وهذا ما ذكره والدي المرحوم ( محمد شحادة الأرمشي ) المفتش الأول بوزارة التربية والتعليم السورية ـ طيب الله ثراه ، أن خستخانة الشام أنشئت بأول طريق الصالحية بعد أن هدأت أحداث عام 1860 والتي يسميها أهل الشام من العوام ( طوشة الستين ) بدمشق وبعدما شعرت السلطنة العثمانية العلية بعجزها التام عن تقديم الخدمات الطبية للمصابين جراء بتلك الأحداث ( الطوشة ) .

و أنا بصراحة أميل الى ما ورد آنفاً .. على تحليلات الأستاتذه والدكاترة الكرام .


يورد عدد آخر من المؤرخين أنه أقيم في عهد ( إبراهيم باشا بن محمد علي حاكم مصر ) أي في خلال السنوات التي تواجد بها الجيش المصري في أرض بر الشام من عام ( 1832 و حتى 1840 ) للميلاد ، و هذا ما قاله الأستاذ ( محمد كرد علي ) في خطط الشام الجزء السادس صفخة 159 .

و كذلك أورد الشيخ ( محمد اديب الحصني ) في منتخبات التواريخ لمدينة دمشق صفحة 1091 ، انه شيد أثناء وجود ابراهيم باشا ببر الشام .

بينما أعرض عن ذكره أو الإشارة اليه كل من ( الدكتور عبد القادر الريحاوي ، و الشيخ العلامة محمد أحمد دهمان و كذلك الدكتور صلاج الدين المنجد وكذلك الباحثان الألمانيان كارل ولتسينجر و كارل واتسينجر عندما قاما بمسح ميداني شامل للأبنية الأثرية و الإسلامية بدمشق ضمن البعثة الألمانية العثمانية ) .


فيما حسمت الدكتورة : ماري دكران سركو في منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب والتابع لوزارة الثقافة بدمشق في كتابها / دمشق فترة السلطان عبد الحميد الثاني 1293هـ – 1325هـ / 1876م – 1908م فذكرت :

أنه تواجد في دمشق عدة مشافٍ . كان هناك المستشفى العسكري في أول الصالحية إلى الشمال من موقع فندق الشام ، حيث كانت الثكنة العسكرية في دمشق ، وقد بني في العهد العثماني بعد رحيل القوات المصرية كما هو واضح في الأوامر السلطانية ، ويخطئ من ينسب بناءه إلى ابراهيم باشا ” الأوامر السلطانية في دمشق ، س 3، و 119، ص 35- 39، في القسم العثماني من الأوامر وليس القسم المترجم ”

وذكر القاياتي ، عند زيارته دمشق ، أنه كان في دمشق ، طبيب جراح مشهور بفن الجراحة هو أبو أحمد الجراح . وذكر أنه من أطباء المشفى العسكري في دمشق ، و الطبيب وردي شان بك المسيحي ، حيث حصل عام 1882م على إذن بإنشاء منتزه باب شرقي .

الاســـم: 04__د___à_____ë _د_______â___è.JPG المشاهدات: 230 الحجـــم: 192.6 كيلوبايت

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي


وكان طراز عمارة المشفى العسكري العثماني ( الخستاخانة الميرية العثمانية ـ خستخانة الشام ) مبنياً على نمط البناء الأوروبي والمستخدم في أوروبا ، وبه تأثيرات عثمانية خفيفة ، وخاصة المبنى الرئيسي وبه البوابة الرئيسية ذات المداميك الأبلقية والمتوجة بقوس من الزخارف التي انتشرت في معظم الأبينة العثمانية بذاك العصر.

أما الباب فيتألف من مصراعين كبيرين من خشب الجوز مثبت عليه مسامير ضخمة تشبه الى حد كبير طراز أبواب الخانات والمنتشرة في ابنية دمشق ، كما يحوي مصراع الباب الأيمن باب صغير هو ( باب خوخة ) هذا المصطلح يطلقه أهل الشام من العوام على هذه الأبواب الصغيرة والتي كانت مخصصة لدخول الأفراد بالماضي .

وعند دخول القوافل والجمال والعربات التي تجرها الخيول يفتح الباب على مصراعيه لسهولة دخولها و خروجها . ويوجد فوق اسفكه باب المشفى لوحة صغيرة كُتب عليها بالعربية و بخط رديء ( مستشفى المركز ) .

ويعد هذا الطراز .... تطويراً للطراز الكلاسيكي الأوروبي المحدث في منتصف العقد السادس من القرن التاسع عشر ، وأحدث انقلاباً كاملاً في نظام العمارة المحلية ، ويعود السبب في انتشار هذه العمارة ، إلى تواجد جاليات أجنبية في دمشق وفي طريق بوابة الصالحية ، والانفتاح على الثقافة الأوروبية .

وعليه فقد بدا واضحاً في الانفتاح الكامل على الشارع مع الاعتناء بالواجهات التي زينت بالفتحات والنوافذ المؤطرة والمتوجة . كما يمتاز بظهور طوابق علوية و عليها سقف جملوني قرميدي . واستطيع الجزم بأنه باكورة نظام العمائر المحلية والتي برزت فيما بعد في عهد الوالي العثماني ( حسين ناظم باشا ) مثل دار البلدية ، وسراي الحكومة على ضفة نهر بردى ، والقشلة الحميدية / الجامعة السورية ، و المستشفى الحميدي ، التي نفذها المهندس المعمار فرناندو باشا أرنادا ) .
( راجع : حكاية دمشقية اسمها ساحة المرجة / عماد الأرمشي ) .

و يظهر بالصورة الملتقطة في بداية ثلاثينات القرن العشرين المدخل الرئيسي للمستشفى العسكري الفرنسي والذي يطل على جادة الصالحية ، وتعلو المدخل لافتة باللغة الفرنسية ما نصها : ( مستشفى هنري دو فيربيزيه العسكري ) علاوة عن اللوحة الصغيرة التي كُتب عليها بالعربية ( مستشفى المركز ) .

والأجنحة المتاخمة للمدخل هي اجنحة المشفى و الممتدة على طول الجادة . والجدير بالذكر ان عمارة هذا المبنى يشبه الى حد كبير مبنى ( رئاسة الأركان الفرنسية مقابل مبنى البرلمان سابقاً ) كما سيأتي ذكره .. من حيث التصميم و البناء .... و كأن مهندس البنائين العثمانيين واحد ، المهندس المعمار فرناندو باشا أرنادا .


05_البوابة فقط

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي

بوابة خستخانة الشام ( المستشفى العسكري العثماني ) والذي صار بعد الإحتلال الفرنسي لدمشق عام 1920 للميلاد : ( مستشفى هنري دو فيربيزيه العسكري ) كما هو مكتوب على اللوحة الموجودة فوق المدخل باللغة الفرنسية .



06_Rue Salhiet – Hopital militaire

بوابة الصالحية عام 1925 / عماد الأرمشي

Damas ( Syrie). – Rue Salhiet – Hopital militaire – Emad Al Armashi



وهذه صورة قدمها لنا الأستاذ ( همام سلام ) وقام على ترميمها الأستاذ ( مهند حلبي ) لمحلة بوابة الصالحية ملتقطة من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي و تظهر فيها الجبهة الشرقية للمستشفى العسكري العثماني ( الخستخانة ) ، وقد احتلتها قوات الانتداب وجعلتها مشفى فرنسي تحت مسمى ( مستشفى هنري دو فيربيزيه العسكري ) وتبدو الاستحكامات الفرنسية والأسلاك الشائكة التي نصبتها قوات الاحتلال إبان الثورة السورية عام 1925 عند بوابة الصالحية ، وصادف مرور ترام خط الشيخ محي الدين قادماً من منطقة الشهداء إلى ساحة ( الشهيد يوسف العظمة ـ بوابة الصالحية ) ماراً أمام المشفى ومنه إلى شارع بور سعيد ( فؤاد الأول ) ، فساحة المرجة .

بعد عيد الجلاء عام 1946 للميلاد تم تحويل المشفى الى قسمين ، قسم صار مبنى الأركان ، وقسم استمر عمله كمستشفى ، وصار يُعرف باسم مستشفى الشهيد ( يوسف العظمة ) كما ذكر الدكتور الشهابي ، حتى تم هدمه للأسف الشديد في عام 1949 .. من دون أي سبب ؟؟؟؟ !!!! ، لترتفع مكانه سلسلة متصلة من الأبنية الحديثة التي لا تنتمي الى اي طراز .... ولا تمت لحضارة و عراقة دمشق الشام بصلة .


07_ مبنى المحاربين القدماء

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي


من الأبنية التي نهضت مقابل المشفى العسكري .. ( مبنى المحاربين القدماء ) ، وقد شُـيد تزامناً مع مبنى البلدية بساحة المرجة في عام 1897 ـ 1898 ، وكما ذكر الدكتور عفيف بهنسي ان هذا الطراز من البناء نهض على مبدأ الانفتاح الكامل على الشارع مع الاعتناء بالواجهات التي زينت بالفتحات والنوافذ ، كما يمتاز بظهور طوابق تعلو قبواً واسعاً وفي ذروته غرفة أو مجموعة غرف يعلوها سقف جملوني قرميدي.

وبهذا ألغي الترتيب الجواني للبيت العربي .. الذي قام على الإيوان ، وأرض الديار المزدان بالنباتات والورود ، والفسقية ـ فسقية الماء ( البحرة ) في وسطه ، ولم يعد للزخارف التقليدية محل في التزيين الداخلي .... بل أصبحت الجدران عارية بيضاء ، وإن زين بعضها بمشاهد ملونة ، واقعية ساذجة ، كما انتهى عهد الخشبيات الملونة ( العجمي ) واختفى الأبلق وزخارفه النجمية ، ولم يعد للبرك المائية مكان لاستغلال حركة الماء.

بقي هذا البناء صامداً امام استشراس الهجمة العقارية الشرسة لهدمه ... و بقي النادي الموسيقي الفني عامراً بزواره في طابقه الثالث ، وكنت أنا من رواده ( عماد الأرمشي بالسبعينات ) و أعزف على آلة الأكورديون تحت إشراف أستاذنا بالموسيقا الأستاذ ( عدنان إيلوش ) .... حتى نجحت حيل المستثمرين و حيتان السوق العقارية باستصدار قرار بهدمه ... وتم ذلك في منتصف الثمانينات ونهضت مكانه عمارة اسمنتية ضخمة في بداية تسعينات القرن العشرين ، وأشرفت على بنائها مؤسسة الإسكان العسكرية واحتلتها وزارة الاقتصاد .


08_ بوابة الصالحية 1950

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي


صورة لساحة بوابة الصالحية من الجنوب الى الشمال ويظهر فيها شارع 29 آيار ذو الإتجاهين على جهة يمين الصورة ، ويظهر بالجهة اليسرى على ناصية جادة الصالحية .. مبنى رابطة المحاربين القدماء بطوابقه الثلاثة ، وتبدو واضحة انعطاف قضبان الترام باتجاه المهاجرين و الشيخ محي الدين .

كما امتدت في جادة طريق الصالحية عدة أبنية على نفس الطراز ، كلها اندثرت للأسف مع تقادم الزمن ، ولم يأخذ هذا الموضع نصيبه من اهتمام ولاة الشام العثمانيين وخصوصا الوالي المصلح حسين ناظم باشا رحمه الله الذي اهتم بتعمير دمشق و خاصة ساحة المرجة و ما جاورها اهتماما كبيرا ..

ولم يعط الوالي المذكور هذه المحلة أي اهتمام سوى أنه مدها بالكهرباء ، والتي أنشأتها الشركة البلجيكية للنقل والتنوير المساهمة المغفلة واتخذت مقراً لها بمحلة زقاق الصخر في درب السيرجي مكان مؤسسة الكهرباء حالياً 2011 بشارع المتنبي ، ورصفت الشركة المذكورة أول طريق خط للترام ذهاباً وإياباُ بمكعبات من الحجر الأسود و سكة الترام و نصبت عليها مصابيح كهربائية تنير الشارع في الليل امتداداً من ساحة المرجة مروراً بساحة بوابة الصالحية إلى منطقة الجسر الأبيض ... ثم ما لبثت أن امتدت لاحقاً في العقد الثالث من القرن العشرين إلى أخر نقطة في شارع ناظم باشا بساحة المهاجرين..


09_ بوابة الصالحية في نهاية عام 1954 / عماد الأرمشي
الصورة من تقديم الأستاذ همام سلام .

ثم ما لبثت أن ظهرت أهمية هذه الساحة إبان الانتداب الفرنسي لسوريا .. فقد عمدت حكومة الاحتلال ، لشق طريق وسط البساتين المحيطة بدمشق من جهة شمال المدينة ، لتسهيل عبور قوات الاحتلال الفرنسية بين مركز المدينة و بين غوطة دمشق لملاحقة الثوار هناك .. و سمي هذا الطريق .. ( بشارع بغداد ) لكونه الطريق الواصل الى مدينة بغداد في العراق ، ولسهولة وصول حالات الإسعاف لعلاج الجنود المصابين جراء المقاومة السورية إلى المستشفى الإفرنسي الكاثوليكي ( مستشفى القديس سان لويس ) و المشيد عام 1904 للميلاد ، والكائن بشارع الزينبية في حي القصاع .

فصار هذا الميدان عبارة عن ساحة كبيرة وهمزة وصل بين ساحة الحجاز وجسر فكتوريا و بين الشارع الجديد .. شارع بغداد . علاوة عن جمعها لعدة طرق أولها للقادم من حي سوق ساروجة والمتجه الى الصالحية فلا بد من عبور هذه الساحة .. ثم للقادم من ساحة المرجة أو شارع بيروت .. الى الصالحية عابراً ( شارع فؤاد ) نسبة للملك فؤاد الأول ملك مصر في العقد الثالث من القرن العشرين , ثم تحول الاسم إلى اسم شارع بور سعيد تخليداً لمدينة بور سعيد المصرية التي صمد أهلها في وجه العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 للميلاد .




عنوان البحث : طريق الصالحية للباحث عماد الأرمشي



10_Yusuf al-Azma_التمثال القديم

تمثال يوسف العظمة القديم

في 17 نيسان (أبريل) 1946 للميلاد ... خرج آخر جندي فرنسي من سوريا .. وأصبح هذا اليوم هو عيداً وطنياً وقومياً للسوريين .. ألا وهو ( عيد الجلاء ) .. و أمر فخامة رئيس الجمهورية السورية الرئيس شكري القوتلي رحمه الله ببناء صرح حجري كبير تخليداً للشهيد البطل يوسف العظمة في وسط ميدان بوابة الصالحية يجسد الشهيد حاملاً للسيف الأموي مجابهاً أقوى قوى العالم آنذاك .

11_Yusuf al-Azma_Civil

و يوسف العظمة : هو يوسف بك بن إبراهيم بن عبد الرحمن العظمة .. ولد بحي الشاغور داخل أسوار مدينة دمشق القديمة عام 1884 للميلاد من عائلة شامية عريقة ينتهي جذورها بآل صلاح الدين الأيوبي .. تعلم علومه الأولى بدمشق ، ثم تطوع في الجيش العثماني وتخرج من الكلية العسكرية العثمانية في اسطنبول عام 1908 .

12_ يوسف العظمة

تدرج في مناصب الجيش بعد تخرجه وخدم في عدة مناطق .. عين رئيساً لأركان حرب الفرقة العشرين في المجر ثم الفرقة الخامسة والعشرين ومقرها بلغاريا ثم في النمسا ثم في رومانيا .. انضم إلى الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى حتى عام 1918 وكان يتقن اللغة العثمانية التركية والفرنسية والألمانية بالإضافة الى العربية .


13_ Yusuf al Azma

انتقل الى دمشق عقب انتهاء الحرب العالمية الآولى عام 1919 و خروج الأتراك من بلاد الشام و دخول الملك فيصل اليها .. وإعلان الاستقلال.. فخدم الحكومة العربية الوليدة المستقلة بدمشق وعُين مستشاراً للأمير فيصل بن الشريف حسين في تشرين الثاني نوفمبر عام 1919 .. ثم وزيراً للحربية في يوم الثامن من آذار- مارس عام 1920 .


14_General Yusuf al-Azma

General Yusuf al-Azma (1883-1920)

the Minister of War and Chief-of-Staff under King Faysal in 1918-1920


لم يدم الاستقلال طويلاً.. . كانت فرنسا وبريطانيا قد اتفقتا سراً على تقاسم المنطقة العربية بينهما حسب مخططات سايكس بيكو .. وفي صيف 1920 نزلت القوات الفرنسية على الشاطئ السوري ببيروت ، ثم زحفت إلى دمشق تحت قيادة الجنرال غوابيه غورو .

وفي يوم 24 تموز ـ يوليو عام 1920 للميلاد .. وصلت القوات الغازية القادمة من لبنان الى مشارف دمشق .. فتصدى لها الجيش العربي .. بقيادة وزير الحربية يوسف العظمة في موقعة ميسلون قرب دمشق . كانت نتيجة المعركة محسومة مسبقا ..

15_الشهيد يوسف العظمة وزير الحربية

فلم يكن الوزير يوسف العظمة ورفاقه قادرين على مواجهة جيش يفوقهم عدة وعديداً. إلا أنه صمم على الدفاع عن وطنه ومنع القوات الغازية من دخول بلاده دون مقاومة .. فانهزم الجيش العربي السوري وكان استشهاد وزير الحربية في 24/7/1920 .. ودخلت القوات الفرنسية إلى دمشق ليبدأ عهد الانتداب الفرنسي البغيض على سوريا .


16_ضريح الشهيد يوسف العظمة

ودفن الشهيد البطل يوسف العظمة في مقبرة الشهداء في ميسلون التي تبعد ستين كيلو متراً غربيّ دمشق ، وبهذا أقول : هو أول .. و آخر .. وزير دفاع في العالم يستشهد في أرض المعركة .. وقد ترك إبنته ليلى العظمة أمانة لدى الملك وبقية القادة وحاول الثوار السوريون بعد ذلك إغتيال غورو عدة مرات إنتقاماً له الا انه أصيب في يده وقتل مرافقوه ، وقاموا بعد ذلك باهداء إبنته ليلى قبعة غورو العسكرية .

وقد رثاه أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة رائعة اقتبسنا منها هذه الأبيات :

سأذكر ما حييت جدار قبر بظاهر جِـلّق رَكِب الرمالا
مقيم ما أقامت ميسلون مصرع الأسـد الشبالا
تغيب عظمة العظمات فيه وأول سيد لقي النبالا
ترى نور العقيدة في ثراه وتنشق مـن جوانبه الخلالا
مشى ومشت فيالق من فرنسا تجر مطارف الظفر اختيالا
ملأن الجو أسلحة خفافا ووجه الأرض أسلحة ثقالا
وأرسلن الرياح عليه نارا فما حفل الجنوب ولا الشمالا
إذا مرت به الأجيال تترى سمعت لها أزيزا وابتهالا



و لهذا الصنيع أراد فخامة الرئيس شكري القوتلي بعد رحيل القوات الفرنسية الغازية عن سوريا .. تكريم البطل الشهيد وزير الحربية ( يوسف إبراهيم العظمة ).. بإقامة تمثال له وسط ميدان بوابة الصالحية و تغيير اسم الميدان الى ساحة الشهيد يوسف العظمة في تشرين الثاني ( نوفمبر ) عام 1946 للميلاد .


17_
تمثال الثوري العربي في بوابة الصالحية / عماد الأرمشي

الصورة من تقديم الأستاذ عصام حجار .

في عام 1966 تم نقل تمثال الشهيد يوسف العظمة من وسط ساحته ـ بوابة الصالحية ـ الى مبنى نادي ضباط القوات المسلحة المتاخم لبناء البرلمان السوري في طريق الصالحية ومن ثم إلى مبنى قيادة الأركان ، و تم استبداله بتمثال أخر ( الثوري العربي ) عبارة عن فلاح يحمل شعلة ثورة الثامن من آذار عام 1963 وهي الثورة التي مكنت حزب البعث العربي الاشتراكي استلام زمام السلطة في سوريا .

18_الثوري العربي

الصورة من تقديم الأستاذ همام سلام .

و الجدير بالذكر أن هذا التمثال من تصميم الأستاذ الفنان ( محمود جلال ) الفنان المبدع .. و إشترك معه في آليات التصميم من مادة الجص كل من : الفنان ( عبد السلام قطرميز ) و كذلك الفنان ( وديع رحمة ) حين قاما بإجراء بعض التعديلات عليه ، و بعض الإضافات على القاعدة الحاملة للتمثال .

ثم ما لبث أن تم ازالته من منتصف الساحة لمدة شهر وأعيد تنفيذه مرة ثانية من معدن البرونز عام 1967 للميلاد و اعيد مرة اخرى ووجهه باتجاه جسر فيكتوريا و مبنى الحجاز .

19_الثوري العربي مع صورة حافظ الأسد
في بداية عام 1954 نهض في ساحة يوسف العظمة بناء جديد مؤلف من 6 طبقات .. خالي من كل ملامح الأصالة الإسلامية .... وخالي حتى من فن العمارة الأوروبية الهندسية والذوق الرفيع ... وقد هيمن هذا البناء على الساحة من جهتها الشرقية و سمي باسم ( بلدية دمشق ) ، وتم تسليمة الى الحكومة عام 1959 بعد أن اتخذ القرار بهدم مبنى دار البلدية القديم و الجميل في ساحة المرجة ، والمشيد أيام ولاية والي الشام العثماني المرحوم حسين ناظم باشا الأولى لدمشق والمبني على طراز العمارة الأوربية .
وتم بالفعل نقل فعاليات ( دار البلدية ) إلى المبنى الجديد في عهد الوحدة بين مصر و سوريا والذي أعلن عن قيامها في دمشق في 1 شباط ( فبراير ) عام 1958 .
ويبدو بالصورة الملتقطة في بداية ثمانينات القرن العشرين بناء البلدية و قد أطلقوا عليه اسم جديد هو أمانة العاصمة ( بناء المحافظة ) و كذلك يبدو تمثال الثوري العربي واضحاً في منتصف الساحة ... تلفه أعلام ( إتحاد الجمهوريات العربية بين كل من سوريا و مصر و ليبيا والذي اعلن عن قيامها في دمشق أيضاُ في 20 آب ( أغسطس ) عام 1972 للميلاد .


20_تمثال يوسف العظمة بالساحة حديث

بقي تمثال ( الثوري العربي ) يتوسط الساحة ووجه مقابلاً لبناء محافظة دمشق و طريق ساحة الحجاز ، الى عام 2004 حين أمر الرئيس بشار الأسد بإعادة نصب الشهيد يوسف العظمة الى ساحته كما كان بالماضي ونقل تمثال الثوري العربي الى طريق درعا .

في يوم الأحد 29 نيسان ( أبريل ) عام 2007 تم إعادة تأهيل الساحة بشكل جميل جداً واستكملت الساحة زينتها لاستقبال النصب التذكارى للبطل يوسف العظمة بحجر الليمون الذى رصفت به الساحة وزراعة الازهار وتغيير نوافير المياه وتزيين الساحة بنظام انارة جديد استعدادا للاحتفال بدمشق عاصمة للثقافة العربية فى العام القادم 2008 للميلاد .













عنوان البحث : طريق الصالحية للباحث عماد الأرمشي



جادة بوابة الصالحية .

21_ مخطط الدكتور الشهابي
مخطط الصالحية

في عام 1321 للهجرة الموافق 1903 للميلاد تم فتح جادة الصالحية بشكل رسمي أيام ولاية الوالي العثماني المصلح ( حسين ناظم باشا ) رحمه الله دون إضافة أي أبنية حكومية ميرية جديدة ، و عُرفت أيضاً بشارع الصالحية ، وتمتد هذه الجادة من بوابة الصالحية حتى ساحة الجسر الأبيض ( عمر الأبرش ) و تنقسم الجادات من البوابة للجسر كما يلي : جادة بوابة الصالحية ، جادة البرلمان ، جادة الشهداء ، جادة عرنوس ، جادة الطلياني ، فجادة الجسر الأبيض .

في حين بدأ النشاط العمراني فيها بالنمو منذ عام 1921 حين بدأت كما نوه الدكتور الشهابي تسكنها العائلات الثرية الفرنسية و الإيطالية و غيرها ، وشُيدت فيها عديد من الدور و المباني .. التي دمرت بدورها بساتين الغوطة الشمالية لدمشق و التي كانت تفصلها عن أحياء الصالحية و المهاجرين بالجبل .

في عام 1930 توسعت الحركة العمرانية فأتت على ما تبقى من رئة دمشق الخضراء و البساط السندسي الأخضر .. بالاتجاهين الشرقي والغربي ، فنشأت نتيجة لذلك أحياء جديدة ما زالت تتوسع و ينشط فيها البناء بحركة مستمرة ، كما ساعد في ذلك وجود سكة الترام التي أثرت بشكل كبير في عملية الإنتقال من و الى هذه الأحياء بسهولة و رخص ثمن .


22_ مبنى رئاسة الأركان الإفرنسية

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي .



من الأبنية القديمة التي تواجدت في هذه الجادة منذ العقد السادس من القرن التاسع عشر مبنى ( رئاسة الأركان الفرنسية ) و أغلب الظن أن المبنى مشيد مع فترة تشييد ( المشفى العسكري / الخستاخانة الميرية العثمانية ) لأن عمارة هذا المبنى يشبه الى حد كبير ( المشفى العسكري ) من حيث التصميم وشكل البناء ، وحتى أشكال الجملونات ...و كأن مهندس البنائين العثمانيين مهندس واحد ( المهندس المعمار فرناندو باشا أرنادا ) كما مر معنا آنفاً .

لم يتطرق الى ذكر هذا البناء أي مؤرخ لمدينة دمشق في الفترة العثمانية .... ولم ينل حظه من التصوير سوى صورة أو صورتين كما هو الحال في تصوير كنائس المدينة القديمة ... و مبنى الخدمات التموينية للفيلق الرابع بدمشق و كثير من الأبنية .... ولم أتمكن من معرفة السبب ؟؟؟؟ ....

و يبدو بالصورة الكبيرة الحجم والملونة تلويناً ذاتياً والملتقطة من الجنوب إلى الشمال مبنى رئاسة الأركان الفرنسية المتعدد الجملونات .. كما تبدو الواجهة الرئيسية للمبنى ، وكانت متواجدة تحديداً مقابل مبنى البرلمان ( مجلس الشعب حالياً ) على الطرف المقابل له ، وأمام البوابة محرس ( كولوبا ) و حراس للحراسة ، وفي شرفة الطابق العلوي سارية كانت للعلم الفرنسي المحتل .

البناء مشيد على طراز العمارة الأوربية ، وتبدو تأثيراته واضحة في شكل جملونات السقف ، ويعود إلى الطراز الكلاسي المحدث الذي ظهر في باريس على يد ( كاترمير دوكانسي ) وفي أعلى الواجهة تبرز غرفة على السطح وهي غرفة مستقلة منفردة ذات سطح جملوني جميل مكسو بالآجر الأحمر وهي ما يسميها أهل الشام من العوام ( الطيارة ) .

هُدم مبنى الأركان الفرنسية للأسف الشديد في بداية خمسينات القرن العشرين ... وكان يعرف باسم ( القيادة العامة لسوريا الجنوبية – جيش الشرق ) ، وشغلته هيئة الأركان منذ بدايات الاحتلال الفرنسي لدمشق سنة 1920 ... و بقيت فيه لغاية يوم الجلاء عن سوريا الحرة الأبية في 17 نيسان (أبريل) 1946 للميلاد ، و شيد مكانه مبنى جديد هو بناية السيد / عبد الحميد دياب .


23_ معهد العربي الإسلامي

الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي .

كان لدخول الكهرباء وظهور وسائط النقل الحديثة منذ بدايات القرن العشرين أهم سبب في تعديل النظام العمراني لمدينة دمشق خارج اسوار المدينة القديمة ، هذه الوسائط كحافلات الترام ( الترام واي ) التي حلت محل العربات التي تجرها الخيول ، فرضت نظام الشوارع العريضة والمستقيمة ، وبالتالي فرضت نظاماً معمارياً مخالفاً عما عهدته دمشق داخل الأسوار لينسجم مع التنظيم العمراني الجديد وأشكال الشوارع المستحدثة .

ونلاحظ بالصورة المقتطعة من الصورة الأم .. إستقامة الشوارع و تنسيقها بشكل عريض ومستقيم ، مما ساعد على مد سكة ترام دمشق منطلقاً من ساحة المرجة ، وصولا الى منطقة الجسر الأبيض ، وتبدو قضبان سكة ترام الشيخ محي الدين واضحة على الأرض والأعمدة الكهربائية المنصوبة على جانبي الطريق .. و الترام نفسه في عمق الصورة ... ماراً أما مبنى جميل ، كان متاخماً لرئاسة الأركان الفرنسية ، وتعود ملكيته الى ( آل القباني ) ويشغله بذاك الوقت ( المعهد العربي الإسلامي ) .. ثم يليه مبان تعود طبعاً الى العهد العثماني في بداية القرن العشرين .

هُدم هذا المبنى الجميل للأسف الشديد في مطلع الثمانينات بعد سفري من دمشق الى دولة الإمارات العربية ، وأنا شخصياً أعرف هذا المبنى ، و كنت أقف مراراً و تكراراً ... أتأمل جمال بنائه ، وروعة تناسقة ، و بديع رونقه ... لينهض مكانه برجاً متطاولاً بالعمران أطلقوا عليه اسم ( برج الصالحية ) و العائد الى ( آل سكر ) .

الجدير بالذكر ملاحظة غياب وجود شارع العابد بالصورة .. والواصل بين ساحة السبع بحرات إلى جادة الصالحية و البرلمان والذي لم يكن قد فُتح بعد ، مما يعزز أن حقبة الصورة تعود إلى منتصف العقد الثاني من القرن العشرين .







24_صورة حديثة لطريق الصالحية / تعيين المشيدات الباحث عماد الأرمشي

وهذه صورة حديثة لطريق الصالحية ملتقطة من الجنوب الى الشمال ، و تبدو بناية السيد / عبد الحميد دياب و قد ارتفعت مكان مبنى رئاسة الأركان الفرنسية ، و كذلك يظهر ( برج الصالحية ) والعائد الى ( آل سكر) مكان مبنى المعهد العربي الإسلامي .

صور من الماضي تبدل لونها ....... حتى غدت عبئاً على الأزمان .





25_Etat Major de la region de Damas


مبنى رئاسة الأركان الإفرنسية


الصورة من أرشيف الباحث عماد الأرمشي .

صورة ملتقطة من الغرب الى الشرق لرئاسة الأركان الفرنسية : وكانت تعرف ( بالقيادة العامة لسوريا الجنوبية – جيش الشرق ) ، وشغلت المبنى القيادة العليا لجيش الشرق منذ بداية الأحتلال سنة 1920 ، وكان موقعه مقابل البرلمان ، وقد كتب على الصورة ما نصه :

Damas. - état major de la région de Damas
وهي بمعنى : مبنى رئاسة الأركان الفرنسية لموظفي منطقة دمشق

ومن هذا المبنى انطلقت شرارة العدوان الفرنسي في 29 آيار 1945 للميلاد ، حينما هاجمت قوات السنغال و المرتزقة حامية البرلمان من الدرك القلة ، فكانت المجزرة الهمجية الوحشية ، والتي ذُبح فيها أبطال هذه الحامية ، ثم مُثل بالجثث و اُحرقت ، كانت تلك الأيام تُمثل مأساة التاريخ الهمجي البربري المروع على البرلمان .


للمزيد من المعلومات الموثقة يرجى مشاهدة هذا الرابط :

http://www.discover-syria.com/bank/6159


هُدم بناء الأركان الفرنسية في الخمسينات بعد جلاء القوات الفرنسية ، وشُيد مكانه مبنى عبد الحميد دياب الحالي كما مر معنا آنفاً .


26_Rue et mont Salhieh

دمشق ـ طريق الصالحية

Damas - Rue et mont Salhieh


هذا هو بداية طريق الصالحية : وهو الشارع الواصل ما بين بوابة الصالحية و بين ساحة البرلمان من الجنوب الشرقي الى الشمال الغربي ، حيث نرى في عمق الصورة جبل قاسيون وأحياء المهاجرين و الصالحية والأكراد في عشرينات القرن العشرين .

يبدو في مقدمة أسفل الصورة ترام الشيخ محي الدين مخترقاً محلة بوابة الصالحية ومتجها الى محلة الشهداء و الأشجار الباسقة على طرفي الشارع .

طبعا هذه الصورة كما ذكر الدكتور قتيبة الشهابي التقطت قبل تشييد مبنى البرلمان ( المجلس النيابي في عام 1928 ) ، و يبدو في جهة اليسار جزء كبير من مبنى المستشفى العسكري تعلوه سارية العلم ... واغلب الظن أنه العلم الفرنسي ، تقابله في جهة اليمين مشيدات تعلو إحداها غرفة مفرده تعرف عادة ( بالطيارة ) وقد كتب على حائطها بالفرنسية عيادة ( ت . فرح – طبيب أسنان ) وقد تبين للدكتور الشهابي رحمه الله أنها عيادة الدكتور توفيق فرح طبيب الأسنان المعروف في تلك الحقبة من الزمن .




27_Damas Photo 1920_Emad
نادي الضباط الفرنسي

من المشيدات التي كانت قائمة أيضاً : نادي الضباط الفرنسي بجوار المستشفى ، وهو نفس نادي صف الضباط الحالي 2011 ، شُيد بالعهد الفرنسي بعد الإحتلال ، ويذكر كثيرون أنه أقيم في موضع منزل السيد ( صبحي بركات ) الذي تولى رئاسة الوزارة السورية مرتين 1922 – 1925 للميلاد .


من المشيدات التي كانت قائمة أيضاً : سينما الأمبير وكانت عند مدخل بوابة الصالحية ومقابل المستشفى العسكري . تبدل اسمها الى سينما شهرزاد في منتصف أربعينات القرن العشرين . ثم تغير الى سينما زهرة دمشق في أخر الأربعينات ، ثم الى سينما فريال حتى بدايات عام 1958 .

ثم تغير الأسم الى سينما القاهرة في شهر آذار مارس عام 1958 تيمناً بالوحدة التي قامت بين سوريا و مصر بذاك العام .

في بداية عهد الإنفصال عام 1961 تحول اسم السينما من القاهرة الى الفيحاء .. وكأن اسم هذه السينما كان مرتبطاً بالحراك السياسي على الأرض . ثم تغير الى اسم سينما اوغاريت ، وبقي كذلك حتى تم اخلاء المكان برمته .... و اغلقت السينما أبوابها في منتصف السبعينات .. لحين مغادرتي لدمشق في اوائل الثمانينات الى دولة الإمارات للعمل هناك ... ولم اعرف بعدها ماذا حل بها .

علمت فيما بعد انها هدمت و بقيت أرضاً مهجورة الى ان نهض مكانها البناء الضخم والذي احتلته وزارة الإقتصاد في بداية تسعينات القرن العشرين .

من المشيدات التي كانت قائمة عند نهاية جادة بوابة الصالحية : سينما جناق قلعة وكان موقعها الى الشمال الغربي المجاور لنادي الضباط عند زاوية ( طريق الجبخانة ) التي عُرفت فيما بعد بشارع البرلمان والتي كانت تمر عبر بستان ( الخسته خانه ) و جنينة الكوت ، ثم صارت شارع المجلس النياني بعدها شارع مجلس الشعب .

و سينما جناق قلعة هي أول دار عرض اوبرالي فخمة تم انشائها عام 1916 للميلاد ، وعمل في بنائها وتصميمها النحاتين والفنانين لتكون على طراز المسارح الأوروبية و كذا دور السينما فكانت من اروع دور العرض السينمائية في ذلك الوقت .

أطلقت الحكومة التركية عليها اسم ( سي سينما شناق قلعة ) تخليداً لانتصارهم على الأسطول الإنكليزي في معركة مضيق جناق قلعة بين البحر الأبيض المتوسط و بحر مرمرة ، وقد افتتح هذه الدار ( أحمد جمال باشا الكبير المُلقب بالسفاح ) ولم تستمر في العمل أكثر من شهر واحد ، إذ في ليلة قمراء استفاق سكان دمشق على أصوات فرقعة عظيمة ، وشاهدوا هذه الدار كتلة من اللهب نتيجة احتراق بكرة الفيلم ، وكانت الأفلام في تلك الحقبة سريعة الإشتعال فتحول المبنى الذي كان مشيداً على الطراز الشرقي الأندلسي ، ومصمماً من داخله على نسق الأوبرا الى ركام .

للأسف لم يصلنا أي صورة عن هذا المبنى الفخم قبل حريقه ... او بعد الحريق .... على الرغم من انتشار التصوير بشكل جيد بذاك الوقت .




28_
Damas_ Parliament


بقي مكانها أرضاً محروقة ردحاً من الزمن منذ عام 1916 و لغاية 1928 حين قررت حكومة رئيس الوزراء الشيخ تاج الدين الحسني عام 1928 ببناء مجلس نيابي في سوريا و ذلك تمشياً مع تطور الفكر السياسي و المتأثر برياح الحضارة الغربية .. فصارت حاجة ماسة لإنشاء مجلس نيابي في سوريا في فترة نهاية العشرينات من القرن العشرين . وتم ذلك ببناء مبنى خاص سمي البرلمان السوري مكان سينما جناق قلعة .





29_Damas_Parliament Constriction

بدأ تشييد هذا المبنى الجميل على شكل جناحي العُقاب السوري ( شعار سوريا ) سنة 1928 – 1929 للميلاد على طراز العمارة العربية الإسلامية و لعله كان من أضحم العمائر التي شُيدت في دمشق روعة و بناء .. وتم إحاطته بحدائق كبيرة تمشياً مع البيئة التي فرضت نفسها كحي حديث في جادة الصالحية .

و يبدو بالصورة الملتقطة من شرفة المعهد العربي الإسلامي المقابلة للبرلمان من الشمال الشرقي الى الجنوب الغربي أعمال تشييد مبنى البرلمان في عام 1928 و يبدو في مقدمة الصورة السور القديم المشبك بالحديد و البوابات القديمة لسينما جناق قلعة ما زالت موجودة ، و بداخل صحن البرلمان ورشات نحت الحجارة كما تبدو الواجهة الشمالية الغربية للبناء قيد الإنجاز على الطراز المحلي الحديث والمشمول بعناصر معمارية تقليدية والذي اشرف على تصميمه و تنفيذه المهندس ( سامي النعماني ) و المهندس ( بهاء الدين زمبركجي ) و قام على تصميم و تركيب زخارفه الفنان السوري المبدع ( أبو سليمان الخياط ) .

يبدو في اقصى يمين الصورة طريق الجبهة خانه و جزء من مبنى مصلحة الأشغال العامة ( النافعة ) و بالعمق أعلى الصورة يظهر جملون و برج كنيسة ( البروتوكول أو كنيسة القديس أنطوان البادوي ) و المشيدة في عام 1926 أثناء فترة الانتداب الفرنسي على سوريا . كما نلاحظ عدم ظهور مئذنة جامع الإسعاف الخيري والتي شُيدت عام 1936 .. والمتاخمة للكنيسة لأنها لم تكن مشيدة بذاك الوقت . كما تبدو بساتين الخستاخانة والتي تحولت فيما بعد الى حدائق زنوبيا .

الصورة لمطبعة و زنكوغراف طبارة .
ومن تقديم السيدة / رباب الأسطة .
ترميم الأستاذ / مهند حلبي .

30_Parliament Constriction

عني طراز العمارة المحلي الحديث باستغلال العناصر المعمارية التقليدية كالقوس والعمود ، و هذا ما حرص علية المهندس الذي اشرف على تصميمه و تنفيذه ( سامي النعماني ) و المهندس ( بهاء الدين زمبركجي )
وزين الواجهات بالزخارف الحجرية البديعة الفنان السوري المبدع ( أبو سليمان الخياط ) فجاءت الواجهات من اجمل واجهات عمائر دمشق

و يبدو بالصورة الملتقطة من مبنى مصلحة الأشغال العامة ( النافعة ) المتاخم لمبنى البرلمان من الغرب الى الشرق ، أعمال تشييد مبنى البرلمان في عام 1928 و يبدو في مقدمة الصورة السور الطيني القديم لسينما جناق قلعة ما زال موجوداً ، و اعمال تركيب المداميك في الطابق الثاني على قدم و ساق .. و يبدو في الخلف مبنى رئاسة الأركان الفرنسية .. كما تبدو الواجهة الرئيسية و جملونات المبنى ذات السقف القرميدي ، كما يبدو مبنى معهد العربي الإسلامي و خلفهم بساتين الكركة و بندق .

كما يظهر بأقصى يمين الصورة منزل السيد ( صبحي بركات ) الذي تولى رئاسة الوزارة السورية مرتين 1922 – 1925 للميلاد . وقد هدم و أقيم مكانه مبنى نادي الضابط .

الصورة لمطبعة وزنكوغراف طبارة .
ومن تقديم السيدة / رباب الأسطة .
ترميم الأستاذ / مهند حلبي .



31_Damas_Parliament Constriction

صورة قريبة ملتقطة من الجنوب الى الشمال للواجهة الجنوبية الخلقية أثناء تشييد مبنى البرلمان في عام 1928 و تبدو أعمال الزخارف الحجرية الدائرية في الواجهة الجنوبية للمبنى .. و يبدو في الخلف جهة اليمين جملونات غرف الطيارة لمبنى رئاسة الأركان الفرنسية ذات السقف القرميدي ، كما يبدو مبنى معهد العربي الإسلامي . في مقدمة الصورة يظهر بوضوح السور الطيني القديم لسور سينما جناق قلعة ما زال موجوداً اثناء فترو تشييد البرلمان .

الصورة لمطبعة وزنكوغراف طبارة .
ومن تقديم السيدة / رباب الأسطة .
ترميم الأستاذ / مهند حلبي .
32_Damas_The Parliament 1932

صورة نادرة وجميلة لمبنى البرلمان بعد الإنتهاء من أعمال تشييد المبنى وأسواره الخارجية الجديدة عام 1933 للميلاد . ملتقطة من جهة الشرق الى جهة الغرب . وندرة الصورة تكمن بعدم وجود شعار الجمهورية السورية ( العقاب ) فوق البوابة الرئيسية . بل هي سارية عادية كانت بانتظار المخاض و الجدال الحاصل بين الحكومة السورية وحكومة الإحتلال الفرنسي لإعتماد لون العلم .

فتم ذلك في نفس العام و أقر شكل العلم كما يلي : مقلم باللون الأخضر فاللون الأبيض ثم اللون الأسود مع ثلاث نجوم حمراء اللون كناية عن ثورات : سلطان باشا الأطرش و ابراهيم هنانو و صالح العلي ، وبقي هذا العلم هو العلم السوري حتى قيام الوحدة بين سوريا وبين مصر عام 1958 وتمت تسميته ( علم دولة سوريا المستقلة ) .

ترميم الأستاذ / مهند حلبي .

















عنوان البحث : طريق الصالحية للباحث عماد الأرمشي



المجلس النيابي و قصف البرلمان

33_قصف البرلمان

العدوان الغاشم على مبنى البرلمان / المجلس النيابي
رسم الفنان سعيد تحسين

في تمام الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر يوم 29 أيار 1945، وجه الجنرال روجيه إنذاراً إلى رئيس المجلس النيابي يهدده فيه بانتقام فرنسا من المواطنين السوريين الذين يعتدون على الجنود الفرنسيين، ويطلب إليه أن تقوم قوات الشرطة والدرك السورية المرابطة حول المجلس بتحية العلم الفرنسي عند إنزاله في المساء عن دار أركان الحرب الفرنسية المواجهة للمجلس.

وكان عدد قليل من النواب قد جاؤوا لحضور جلسة البرلمان ، ولما لم يكتمل النصاب ... فطلب رئيس المجلس النيابي ( سعد الله الجابري ) من النواب الانصراف ، وقد ألغيت جلسة مجلس النواب في تمام الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم نفسه ، وكذلك انصرف الوزراء الذين حضروا إلى المجلس.

عقدت الحكومة الوطنية اجتماعاً سرياً طارئاً في منزل أحد الوزراء لبحث الوضع ، بعد أن طوقت المصفحات الفرنسية دار الحكومة والمجلس النيابي .

وكانت حشود من جماهير دمشق قد خرجت إلى الشوارع للإعراب عن غضبها على التصرفات الفرنسية في محاولة لفك الحصار عن المجلس النيابي ، فوجدت نفسها في مواجهة القوات الفرنسية.


رفضت حامية مبنى المجلس النيابي (البرلمان) أداء التحية للعلم الفرنسي أثناء إنزاله من على ساريته في دار الأركان الفرنسية الذي يقع في مقابل مبنى المجلس ، بعد أن تلقى قائدهم مفوض الشرطة ( سعيد القهوجي ) أمراً بالرفض من رئيس المجلس النيابي ( سعد الله الجابري ) ، فاتخذ الفرنسيون ذلك ذريعة لمهاجمة حامية البرلمان ، مستخدمين قوات السنغال ، المزودة بالأسلحة الفتاكة من مدافع هاون ورشاشات كبيرة وصغيرة ودبابات ومصفحات .
( عن موقع أكتشف سورية ).


شرح تشكيلي للرسمة من الفنانة التشكيلية الأستاذة / اليسار مطر :
قصف المجلس النيابي - البرلمان من قبل المدفعية والطيران الفرنسي ايام الاانتداب والاحتلال الفرنسي وكان ذلك في 29 ايار عام 1945 م وتعتبر هذه اللوحة من روائع الفنان ( سعيد تحسين ) وهي توثق لحدث تاريخي لازال بعض شهوده على قيد الحياة .

ونشاهد كيف القوات الفرنسية ويساندها الطيران في القصف وهو جزء من قصف مدينة دمشق بشكل كامل في ذلك الوقت .. نشاهد في اللوحة مبنى البرلمان ليلا وقد أضاءت قوة النيران والرصاص جوانبه وسلط الفنان الضوء على مبنى البرلمان محور حدث اللوحة واعطاه هالة من نور هي بفعل قوة النيران المنهمرة عليه وتمثل في نفس الوقت نوراً من الدلالة الوطنية وسط ظلام الاحتلال الذي يحيط به كما ان تسليط الضوء على بقعة ما وسط اللوحة ، وهي ببؤرة الضوء التي يضعها رامبراندت في أغلب لوحاته .

34_
الجنود السنغاليين تحرس أبواب ومدخل البرلمان بعد قصفه

في تمام الساعة السادسة وخمسين دقيقة ... فتح جنود الحامية الفرنسية المرابطون في شارع النصر النار على المواطنين الذين خرجوا في مظاهرات احتجاجية ....

وفي نفس اللحظة دوى صوت القنابل وطلقات الرصاص وهي تنطلق من دار الأركان الفرنسية تجاه البرلمان ...... ولم يطل الوقت حتى كانت جميع المراكز الفرنسية في دمشق تشارك في إطلاق الرصاص والقنابل ....

فيما تقدمت المدرعات الفرنسية لتوجه نيرانها باتجاه مبنى البرلمان بكامل قوتها ، بينما استحكم رجال الدرك السوري ورجال الشرطة المولجون بالدفاع عن البرلمان وراء متاريسهم ، وشرعوا في مقاومة ضارية لوقف تقدم القوات الفرنسية ، معتمدين على أسلحتهم المتواضعة ، رافضين الاستسلام لقوات المستعمر ، ومدفوعين بحب الوطن والدفاع عن عزته وكرامته.

35_
جثث ضحايا القصف الفرنسي لدمشق
ولم يمر وقتاً طويلاً حتى أخذت ذخيرة المقاومين تنفذ ، والخسائر بين صفوفهم تزداد ، وهم يقاتلون في مواجهة آلة عسكرية تفوقهم قدرة على نحو كبير .

36_
ضحايا المجزرة

واستمروا بالقتال حتى نفذت ذخيرتهم ، عندها اقتحمت القوات الفرنسية مبنى البرلمان لتنفذ أبشع جرائمها الوحشية ، بتمزيق أجساد الناجين من المقاومين بالسواطير والحراب.... والتمثيل بجثث من استشهدوا .

ومن بين المدافعين الذين كان عددهم ثلاثين مقاوماً ... استشهد ثمانية وعشرون ، وبقي اثنان من عناصر أمن المجلس النيابي ، هما ( شهير الشراباتي ـ ورد في بعض المراجع باسم شهير الترياقي أو الشراياتي) و ( إحسان بهاء الدين ) اللذان استطاعا الفرار والنجاة من الموت المحقق بأعجوبة.

بالإضافة إلى الشرطيين ( إبراهيم الشلاح ) و ( محمد مدور ) ، اللذين تظاهرا بالموت بعد أن رميا نفسيهما بين القتلى ، ليصبحا الشهيدين الحيّين ، وليرويا فيما بعد وقائع هذه المجزرة الرهيبة .... ( كما يذكر أبناء عائلة برنية أن شقيق الشهيد ( عبد النبي برنية – محمد برنية - ) كان موجوداً وتعرض لنفس المعاملة ، ولكن الله كتب له النجاة وأصبح مختاراً لحي برنية فيما بعد.

وقد تم التمثيل بأجساد الشهداء أشنع تمثيل ........ وقد شوهدت بعض الجثث بلا آذان ..... وبعضها مقطعة الأيدي ..... وبعضها مفقودة العينين .... كما شوهدت آثار السواطير على أجسامهم بشكل تقشعر له الأبدان.
( نقل عن اكتشف سورية ) .


37_جريدة الكفاح

وقد تناقلت الروايات والشهادات بطولات هؤلاء المدافعين الأبطال، ومنهم :

وكيل الضابط ( محمد طيب شربك ) وكان له من العمر 22 عاماً فقط ، حيث ظل يدافع عن البرلمان مع جنوده حتى نفذت الذخيرة ، فأمر جنوده أن يقاتلوا بالمسدسات حتى نفذت آخر طلقة منهم.

وكذلك فعل الشهيد البطل ( محمد سعيد القهوجي ) رئيس قوة الشرطة التي كانت تحمي البرلمان.

لقد دخل الفرنسيون مبنى البرلمان المدمر على أجساد هؤلاء الأبطال ، وعثر على جثثهم المشوهة لاحقاً في حفرة كبيرة في المزة .... من بين خمسة وعشرين جثة.... ، ثم بعد ذلك شيعوا إلى مقرهم الأخير في مقبرة بلال الحبشي .

وتقديراً لبطولتهم الفائقة وتفانيهم المطلق ، خرج سكان دمشق إلى قبورهم وهم يذرفون الدموع وينثرون الورود والزهور إجلالاً لعظمة تضحيتهم.

وكان هناك اقتراح بنقل رفاتهم إلى حديقة البرلمان وأن يقام لهم تماثيل أمام البرلمان رمزاً لبطولتهم.
( نقل عن اكتشف سورية ) .


38_ حزيران 1945 جريد الكفاح

جريدة الكفاح في 3 حزيران 1945
في تلك الأثناء راحت المدفعية الفرنسية تقذف المدينة بالقنابل ..... مركزة القصف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://archstory.ahlamontada.com
 
دراسة محور الصالحية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الصالحية في دمشق
» دراسة تشكيل الواجهات
» اللون وواجهات المبانى – دراسة تحليلية
» دراسة تحليلية لواجهات المباني المعمارية
» اسهام في دراسة الجامع الأموي في دمشق PDF

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى الهندسة المعمارية :: منتدى الأبحاث المعمارية-
انتقل الى: